الاسباب الجالبة لمحبة الله (2)

الاسباب الجالبة لمحبة الله (2)

السبب الثاني: التقرب إلى الله تعالى بالنوافل بعد الفرائض، فإنها موصلة إلى درجة المحبوب بعد المحبة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي عن ربّ العزّة سبحانه وتعالى: «من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته: كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه» [رواه البخاري].
وقد بين هذا الحديث صنفان من الناجين الفائزين.
الصنف الأول: المحب لله مؤدِ لفرائض الله، وقافٌ عند حدوده.
الصنف الثاني: المحبوب من الله متقرب إلى الله بعد الفرائض بالنوافل. وهذا مقصود ابن القيم -رحمه الله- بقوله: "فإنها موصلة إلى درجة المحبوبية بعد المحبة".

• السبب الثالث: دوام ذكره على كل حال، باللسان والقلب والعمل والحال، فنصيبه من المحبة على قدر نصيبه من الذكر.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله عزّ وجلّ يقول: أنا مع عبدي ما ذكرني، و تحركت بي شفتاه» [صححه الألباني]، وقال الله تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُم} [البقرة: 152].

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سبق المفردون». قالوا: "وما المفردون يا رسول الله؟" قال: «الذاكرون الله كثيرا والذاكرات» [رواه مسلم].

وقال صلى الله عليه وسلم يبين خسارة من لا يذكر الله: «ما قعد قوم مقعدا لا يذكرون الله عز وجل ويصلون على النبي إلا كان عليهم حسرة يوم القيامة وإن دخلوا الجنة للثواب» [صححه الألباني] ويقول صلى الله عليه وسلم: «ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله فيه إلا قاموا عن مثل جيفة حمار، وكان لهم حسرة» [صححه الألباني].

لذلك لما جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «أن رجلا قال: "يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت علي فأخبرني بشيء أتشبث به"، قال: لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله» [صححه الألباني].